taariikhda macalim maxamuud shiikh xasan faarax

الشيخ معلم محمود.. عالم رباني وقائد واسع الإنجازات

13 يوليو, 2010بقلم: حسن البصري
حسن معلم محمود سمتر، رئيس اتحاد الطلاب الصوماليين في جامعة الأحقاف بحضرموت اليمن. أصدر كتاب “تاريخ الدعوة في قرن أفريقيا”. دراسته كانت في حلقات المساجد في الصومال وعمل مدرسا للغة العربية في معهد فتح الرحمن في مقديشو كما عمل منسقا لبرنامج نور الأسلام في إذاعة شبيلي ٢٠٠٣م، و برنامج “الشريعة والحياة” في تلفزيون “هونافريك” عام ٢٠٠٤م‫.‬ ومازال يعمل محررا لبعض المواقع الصومالي‫.‬
١- تربيـــتـه
لقد تربي معلم محمود شيخ حسن فارح في بيت علم وصلاح حيث كان أبوه من أهل العلم والفضل، وكان الوالد من أغنياء مدينة (طوسمريب) الواقعة في وسط الصومال، وحفظ معلم محمود القرآن الكريم في صغره علي يد معلم داوود المشهور، واشتهر بلقب معلم محمود لكونه كان يتعلم العلوم من شيخه يوسف إبراهيم دريد، وفي نفس الوقت كان يعلم الصبيان القرءان الكريم من هنا أخذ هذا اللقب حتى صار مشهوراً به إلي يومنا هذا مع أنه عالم بعلوم الدين خاصة أحكام الفقه الشافعي. وبعد حفظه القرآن بدأ يشتغل بتعليم الفقه وأحكام القرآن والسنة عند العلامة الشيخ يوسف إبراهيم الدري نسباً، الذي تمركز في مركز ديني له في طوسمريب والذي اشتهر فيما بعد بـ (جامـــــعة رقـــي)

٢- جامعـة رَقـَيْ
كان يفد إلي جامعة رقي من كل حدب وصوب طلبة علوم الشريعة من داخل البلد الصومالي وخارجه ليتعلموا فنون العلم الشرعي بما فيها فن النحو والصرف وعلوم الحديث وعلوم التفسير وأحكام المذهب الشافعي الذي اشتهر علماء الصومال بتدريس مؤلفاته ومقرراته في حلقات المساجد بالصومال، وكان في هذا المركز الديني (جامعة رقي ) علماء وفقهاء لهم باع طويل في جميع فنون العلم، وكان الشيخ يوسف إبراهيم دريد ينفق علي الطلبة الوافدين حيث كان يسكنهم في منازل خاصة بهم، وكان الشيخ يوسف إبراهيم ممن فتح الله لهم أبواب الرزق والعلم.

كان معلم محمود شيخ حسن فارح من أبرز وأوائل من تخرج في هذا المركز الديني (جامعة رقي) حيث تلقي التربية والتعليم الشرعي علي يد شيخه الشيخ يوسف إبراهيم دريد مفتي زمانه ومحلل ما أشكل من مسائل الفقه، وصار معلم محمود بعد وفاة شيخه خليفة له في العلم والتربية حيث كان يقوم بدراسة جميع الفنون للطلبة في (جامعة رقي) وهناك كثير ممن تخرج وتعلم على يدي معلم محمود شيخ حسن فارح ومنهم على سبيل المثال المحدث الصومالي الشيخ محمد شاكر علي حسن.

وكان معلم محمود تقياً ورعاً فصيحا، وكان كثيرا ما يهتم بتهدئة الفتن المشتعلة بين القبائل الصومالية المتناحرة، وكان يصلح بينهم بمنطق بعيد عن العنصرية والتعصب، وكان ممن لا يرد كلامه كما كان ذا هيبة ووقار كما يراه كل من التقي به.

ملاحظة مهمة :- لقد اشتهر اسم جامعة رقي بعد أن شارك معلم محمود شيخ حسن فارح ومعه الشيخ العلامة أحمد غوليد ممثلين آنذاك بلادهم الصومال في مسابقة دولية عقدت في الثمانينيات في جمهورية مصر العربية شارك فيها نخبة من علماء العالم الإسلامي والعربي، وكانت المسابقة تحت عنوان “مسائل دينية” وأحرز الشيخان فيها المركز الثاني بعد ما أجابوا عن جميع أسئلة المسابقة، مما أدهش جميع المشاركين حتى سألوهما في أي جامعة تخرجتما؟؟؟ فأجابا قائلين من “جامعة رقي الصومالية”، وذلك تباهياً لما تلقياه في جامعة رقي من العلوم النافعة ولم تكن معهما أي شهادة جامعية بل نهلا من منهل حلقات المساجد في جامعة رقي فقط.

٣- معلم محمود شاعراً وأديباً
لقد نظم المعلم قصيدة في مدح الفقيه الشيخ يوسف إبراهيم الدريّ ، وهي طويلة وتتكون من 44 بيتا وهي موجودة في كتاب (الغيث المدرار في كلام المشايخ الأبرار) للطالب حسن محمد حسن الدينسوري الذي يدرس حاليا بجامعة الأحقاف وهو كتاب يشمل معظم القصائد التي نظمها بعض علماء الصومال في صفات الله وفي مدحهم للنبي صلي الله عليه وسلم وفي مدحهم أيضا لبعض الأولياء، ونأخذ بعضاً من قصيدة معلم محمود شيخ حسن التي مدح بها شيخه:

ربنا ارحم شيخنا هو يوسف العلا

هو أعلي عصره أقتدي في أهل الله

فاح كالمسك الشذى صار شمس دين الله

صار فوق كل عالم في علوم الله

فاز من له حضر عند درس علم الله

فعلومه الهدي شاعت في أرض الله

تلاميذه تكـــــاد كعد ترب الله

كان مرجع العلوم مشكلات دين الله

كان مأوي للعلوم من أنواع علم الله

رب اغفر وارحمه واعـف عنه بعفو الله

وجزاه الله مثــــل جزاء أهل الله

وصب رحمة تسيــل كسيل غيث الله

وأسكنه في جنــــــا ت عدن الله

٤- تجـــــــارته
كان ممن إستغني عن مسألة وتكفف الناس حيث كان له نصيب كبير في إحدى الشركات الصومالية التي كانت تصدر المواشي إلي أسواق بعض الدول الخليجية، كما كان له مطعم يسمى “بنغيلي “افي مدينة طوسمريب.

٥- دوره في الإصلاح
لقد لعب معلم محمود شيخ حسن فارح دوراً بارزاً في تهدئة الفتن المشتعلة في بعض القبائل الصومالية، وكان هذا الدور يتمثل بالموعظة البليغة عبر الإذاعات المسموعة والمرئية مما كان له أعظم الأثر في الإصلاح بين المتنازعين وتحذير الناس من خطورة العصبية الخانقة والعنصرية المدمرة وتجنب المعارك التي يعطيها البعض عنوان الجهاد في الصومال، وكان في بعض الأوقات يترجم هذا الكلام إلى أفعال لها وجود في الواقع فمثلا :

حاول بعض المليشيات الصومالية المتركزة في حمروين (وليسو من ـ – بمقديشو- اختطاف العلامة الشيخ أبا الذي توفي قريبا في اليمن – وطلبوا منه دفع فدية اليهم وإلا تعرّض للاختطاف الذي كان سوقا يتنافس فيه بعض المليشيات لطلب الربح، وسمع هذا الكلام شيخنا الفاضل معلم محمود شيخ حسن فارح فقاد معسكراً مسلحاً وعلى الرغم من أنّ تلك المليشيات كانت تنتمي إلى زعماء متناحرين من أجل السلطة لكن القائد الروحي وحدّهم وجمعهم في باحة حمروين وطلب ممن خططوا لمؤامرة الاختطاف الاستسلام ،وإلا يعلن الشيخ عليهم القتال فبادروا بالاستسلام فنجي الشيخ أبا من محاولة الاختطاف بسبب الجهود التي بذلها الأستاذ معلم محمود شيخ حسن فارح
لقد قام بعض المليشيات الصومالية المتركزة في مطار بلدوغلي التي تنتمي الي نفس عشيرة معلم محمود شيخ حسن فارح بعمليات اغتصاب ونهب وقطع طرق في نواحي مطار بلدوغلي، لكن لحسن الحظ استنجد سكان أهل القرية بمعلم محمود الذي بادر بشن الهجوم علي تلك المليشيات فحبس بعضاً منهم في السحن ونفي البعض الآخر وأعاد الممتلكات المنهوبة لمستحقيها فانتهت كلّ أنواع الفوضى والعنف وأمنت الفتيات من جرائم الاغتصاب.
لقد هبت عاصفة قبلية بين بعض القبائل الساكنة في إقليم غلجلود أواخر عام 2005، واستفحلت أمورهم حتى تحاكموا إلي رئيس منظمة أهل السنة والجماعة في الصومال معلم محمود شيخ حسن فارح فرضوا بعد أخذ وردّ بوساطة المعلم وهدأت الأوضاع المريرة وتصالح الطرفان على مائدة معلم محمود شيخ حسن فارح الذي هبّ فوراً للإصلاح بينهم.
٦- تأسيس معهد المأمون الأزهري الشريف
لقد أسّس معلم محمود شيخ حسن فارح معهد المأمون التابع للأزهر الشريف عام 2001م وذالك لسدّ حاجات طلبة حلقات المساجد ليمكّن المعهد الطلبة من إحراز شهادات ثانوية، ليجتازوا المتطلبات الأكاديمية النظامية التي تشترط الشهادة الثانوية أو ما يعادلها،

وكان هدف معلم محمود شيخ حسن فارح من وراء تأسيس معهد المأمون حماية عقيدة أهل السنة والجماعة من الأفكار الدخيلة التي يروّج لها بعض الحركات الإسلامية التي تشجّع الطالب على أخذ عقيدة تشبيه الخالق بصفات المخلوق وغيرها من العقائد المجسمة.

لقد تفرّع معهد المأمون وتأسست له فروع في بعض أقاليم الصومال وذالك بعد أن شوهد خريحوا المعهد يدرسون في بعض الجامعات العربية بدون اختبار مثل جامعة الأزهر في مصر وجامعة الأحقاف اليمنية ، وبعد أن حصل المعهد من جامعة الأزهر على شهادة تعادل شهادة جامعة الأزهر وبعد أن أرسلت الأزهر مقررات أدبية وعلمية لمعهد المأمون الأزهري.

ابتعث معلم محمود شيخ حسن فارح طلبة العلم إلى بعض جامعات الدول العربية مثل جامعة الأزهر الشريف ومعهد البحوث التابع لها، والي جامعة الأحقاف اليمنية ومعهد عيدروس للقراءات التابع لها.

لقد بعث معلم محمود شيخ حسن فارح عدداً من طلبة العلم ممن تخرج في معهد المأمون الثانوي الأزهري ونهل من منابيع حلقات العلم في المساجد الي بعض جامعات الدول العربية مثل جامعة الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية والي جامعة الأحقاف اليمنية، ووصل بعض خريجيه الي بعض الجامعات في ليبيا والسودان وماليزيا والهند وباكستان والكويت والسعودية وغيرها.

وكان غرض معلم محمود شيخ حسن فارح من هذه البعثة إلحاق الطلبة بالتعليم الأكاديمي المعاصر ، وربط التعليم التقليدي في حلقات المساجد بالصومال بالتعليم الأكاديمي المعاصر وذالك لمسايرة متطلبات العالم الحديث من تقنيات ومعلومات حديثة .

ويبلغ عدد البعثات التي ابتعثها معلم محمود الي جامعة الأحقاف اليمنية ما يقارب مئة طالب يدرسون في كليات مختلفة مثل كلية الشريعة والقانون، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية إدارة الأعمال والاقتصاد، وكلية الهندسة وعلوم الحاسوب، وبعضهم يدرس علوم القران في معهد عيدروس للقراءات الواقع في مدينة تريم اليمنية ، وهم جميعا متميزون في الأخلاق والسلوك، ويحصل بعضهم المراكز لأولي في اختبارات الجامعة لكونهم قد سبق لهم التعلم في حلقات المساجد في الصومال، كما يمارسون فعاليات وأنشطة ثقافية ويقيمون مناسبات دينية مثل الاحتفال بمولد النبي صلي الله عليه وسلم، ويقيمون ذكري لبعض علماء وأولياء الله الذين نشروا الدين في الصومال، ولهم تنظيم طلابي يتكون من رئيس اتحاد الطلبة ومجلس الشوري و موقع على شبكة الانترنت.

٧- رحلاته الدعوية في الخارج
لقد قام معلم محمود شيخ حسن فارح عدة رحلات دعوية الي بعض دول العالم مثل كينيا وسوريا، وكان الهدف منها ربط دعاة وورثة الدين وطلبة العلم المتواجدين في هذا البقاع ببعضهم، فمن الدول التي زارها جمهورية مصر العربية أواخر عام 2008 والتقي مع رئيس جامعة الأزهر الشريف الدكتور محمد الطنطاوي وتناقشا حول قضايا قرن إفريقيا والتحديات المستنجدة في ساحة الصومال، وألقي معلم محمود شيخ فارح ممثلاً رئيس أهل السنة والجماعة في الصومال كلمة موجزة تطرق فيها إلى خطورة التفجير والتكفير الجاريين في الصومال حالياً، وناشد إدارة الأزهر التدخل في شئون الصومال لكونه عضواً بارزاً في منظمة جامعة الدول العربية، كما ناشدهم للوقوف الي جانب الصومال في تنمية المرافق الحيوية للتعليم والتنمية الثقافة للطالب الصومالي وتخصيص بعض المنح لخريجي معهد المأمون الأزهري الشريف.

٨- معلم محمود قائداً لثورة أهل السنة والجماعة في المناطق الوسطي

لقد هبّت ثورة مسلحة في المناطق الوسطي عام 2008 ضد عناصر حركة شباب المجاهدين بقيادة معلم محمود شيخ حسن فارح القائد الروحي رغم أنه كان متواجداً في جدة وقت بدء المعارك لكنه كان يدبر الأمور من وراء الكواليس وعبر الهاتف، ويعتبر معلم محمود القائد الأعلى في قيادة أهل السنة والجماعة واليه يرجع قرار الطرق الصوفية في داخل وخارج الصومال، وكان الهدف من هذه الثورة هو الدفاع عن الدين وأهله حيث تعدت حركة شباب المجاهدين علي أضرحة بعض العلماء المشهورين في نشر الدين وتلقي بعض العلماء خاصة الأحياء تهديدات من قبل الحركة مما أدي الي تشريد بعضهم الي الخارج.

٩- دوره قي تنسيق مؤتمر عابدواق

لقد انعقدت أولي اجتماعات الطرق الصوفية الصومالية في عابد واق قبل شهرين بقيادة رئيس تنظيم أهل السنة والجماعة في الصومال معلم محمود شيخ حسن فارح كمنسق عام للمؤتمر بغرض تشكيل هيكل إداري لأهل السنة والجماعة في الأقاليم الوسطي، وكانت فكرة عقد المؤتمر قد انبثقت من طلب رئيس المنظمة معلم محمود شيخ حسن فارح، وكان من أهداف عقد الاجتماع:

تحليل قضايا الطرق الصوفية بعد خوضها معارك طاحنة ضد حركة شباب المجاهدين بعد شنّ هجومها علي مركز ديني في جرعيل ومقتل أربعة من طلبة العلوم.
تصحيح الأخطاء التي تخللت أثناء خوض أتباع الصوفية ضد مليشيات الشباب
تشجيع جيوش أهل السنة والجماعة على مواصلة القتال ضد الخوارج الحديثة، وتبني فكرة جديدة لمحاربتهم.
طلب التأييد من الشعب الصومالي لوقوفهم في صف جيوش السنة في قتالهم ضد عناصر الإرهاب المتمثلة في حركة الشباب المجاهدين في الصومال.
وقد شارك في المؤتمر شرائح مختلفة وفدت إلى المؤتمر من الخارج من كندا وأمريكا وأوربا وآسيا وإفريقيا، وبعضها من أقاليم شتي داخل الصومال، ومن الننائج التي تمخض عنها هذا الاجتماع ……

أ. تشكيل مرجعية لأهل السنة والجماعة مكونة من سبعة علماء صوماليين ممثلين لقبائل شتي، على أن تكون لهؤلاء العلماء السلطة في اتخاذ القرار النهائي لإدارة شؤون أهل السنة والجماعة في الأقاليم الوسطى.

ب. لقد تم تشكيل مجلس تشريعي مكون من 37 عضواً بارزاً.

ج. تم تشكيل مجلس للتنفيذ مكون من 13 عضواً، علما أن معلم محمود شيخ حسن فارح يمثل القيادة العليا لأهل السنة والجماعة وهو المسؤول الممثل لأهل السنة والجماعة في المفاوضات الجارية حالياً في إثيوبيا بين وزراء الحكومة الانتقالية وبين تنظيم أهل السنة والجماعة في الصومال.

المصدر: شبكة الشاهد

Leave a comment